ايهاب توفيق فنان بمعنى الكلمه

في دائرة الضوء
طارق شريف
إيهاب توفيق... القلب الطيب!
اعترف انني لم اكن معجباً بالفنان ايهاب توفيق فقد كنت امر عليه مرور الكرام مثلما افعل مع المطربين أبناء جيله: عمرو دياب ووائل كافوري وراغب علامة، ولكنني بدأت اعيد الاستماع إلى ايهاب توفيق بشكل مختلف عندما شاهدته في (فيديو كليب) (القلب الطيب) وكان يؤدي هذه الأغنية بانفعال صادق وبتقمص وجداني رهيب وهو يقول في مطلعها:
مالهمش في الطيب
يا قلبي يا طيب
أما عندما ردد (الله يعوض علينا باليفرح عينينا) فقد غرق في دموعه ولأن هذه الاغنية تحكي تجربة ذاتية عاطفية خاض غمارها بعد ذلك اصبحت احفظ الكثير من اغنياته مثل (الله عليك يا سيدي)، (اترجى فيا)، (سحراني)، (شكلو عامل.. عملة) وأخريات.
وعندما وصل ايهاب إلى الخرطوم.. جاء يحمل اشواق 70 مليون مصري إلى الشعب السوداني. أو كما قال! وفعلاً كانت ابتسامته وروحه الطيبة تدل على ذلك، واذكر انني قدمته في المؤتمر الذي جمعه بالمعجبين والمعجبات في فندق الهيلتون بالفنان الذي يذكرنا بزمن الغناء الجميل في حفاظه على هوية الاغنية العربية. ولأن ايهاب توفيق مرهف الاحساس فقد رقرقت الدموع في عينيه وتمتم بعبارات سمعت منها قوله (شكراً على هذا الكلام الجميل) فمثله لا يعرف الغرور وهو ابن بلد اصيل وطبيب جراح يداوي قلوب العاشقين وان كان جوهره كذلك فشكله ايضاً مطابق لجوهره وهو وسيم كما ينبغي لفنان (سوبر استار) أن يكون!
ان زيارة ايهاب للخرطوم بادرة طيبة تفتح صفحة جديدة للتواصل الحقيقي لسفارة الفنون وهي انتصار على الغلاة المتطرفين الذين اعتادوا ايقاف مثل هذه الحفلات، وقد اوقفوا من قبل ديانا حداد واوقفوا اصالة نصري وكانت امنيتهم أن يوقفوا ايهاب توفيق ولكن شمس الحقيقة سطعت وغنى ايهاب توفيق للنيل والحب والحياة والحرية!! وكان في الزيارة (درس عصر خصوصي) لبعض مطربينا المتقمصين لوهم النجومية فقد انكشف زيفهم واثبتوا انهم اصفار كبيرة وأسعار تذاكر حفلات محمد الامين ومحمود عبد العزيز وعقد الجلاد ومعتز صباحي ومحيي الدين أركويت تتراوح ما بين (5) إلى (10) آلاف جنيه بينما كان سعر تذكرة حفلة ايهاب توفيق (400) ألف جنيه ومع ذلك رجحت كفته وانتهت التذاكر منذ الخامسة مساء أي قبل بدء الحفل بخمس ساعات فأرجو أن يعرف كل مكانه في بورصة الجماهير فهناك من يساوي (5) آلاف جنيه وهناك من يساوي (400) ألف جنيه وهذه ليست ضربة حظ أو فهلوة فهناك فنان يتعب مثل ايهاب وينتج في العام عشر اغنيات جديدة وهناك فنان يريد أن يعيش عشرين عاماً على عشر أغنيات وهناك فنان يحترم جمهوره وينزل له من أرض المسرح ليقدم له عربون الصداقة وهناك فنان يصف الجمهور الذي يصعد له بالمسرح (بالغباء). حقيقة البون شاسع والفرق بعيد بين الادعاء والموهبة.